السبت، 16 فبراير 2013

لن ننساك يا أيمن

ببالغ الحزن و الاسى تلقينا نبا وفاة الرفيق أيمن المرزوقي، عضو المجلس الوطني للحزب الاشتراكي الموحد و أحد مؤسسيه. وبهذه المناسبة الأليمة يتقدم مكتب فرع الحزب الاشتراكي الموجد بالمحمدية نيابة عنه وعن كافة الرفاق والرفيقات بأحر التعازي لأسرة الرفيق ولعائلته ولكل رفاقه بفرع الحزب بطنجة ولعموم رفاقه في الجركة التقدمية واليسارية . عزاؤنا أن الفقيد ترك سيرة نضالية مليئة بالدروس و العطاء، ستبقى نبراسا للجيل الراهن و الاجيال المقبلة في النضال من أجل الحرية و الكرامة و العدالة الاجتماعية. لن ينساك يا أيمن كل من تقاسم معك و مع حزبك حلمنا .. إسقاط الفساد و الاستبداد و بناء الدولة الديمقراطية.

الكلمة التأبينية للمكتب السياسي لحزب الاشتراكي الموحد
 
الحضور الكريم نشكركم على حضور معنا لتوديع المناضل أيمن المرزقي
رفيقنا أيمن، و نحن نودعك إلى مثواك الأخير، أراد رفاقك في المكتب السياسي لحزب الاشتراكي الموحد باسم مناضلاته و مناضليه و عموم الديمقراطيين الذين تقاسموا معك هموم هذا الوطن أن نعزي أنفسنا فيك يقول كلمة صدق في حقك، كلمة استعرنا مفرداتها من مسيرة نضالية طويلة،
أردنا بهذه الكلمة أن نستحضر فيك المناضل الشجاع، الصديق الحميم، كلمة نستحضر فيها عطاؤك و إسهاماتك في مراحل ومواقع متعددة: في الجامعة، النقابة، الحركة اليسارية المغربية و في حزب الاشتراكي الموحد بما يناسب المقام،
رفيقنا أيمن،مرت سنين عديدة بيننا بأيامها و لياليها ، توجت بتأسيس علاقات مجتمعية، سياسية قوية تفاعلت مع غيرها باتجاه المساهمة في دينامية شعبنا من أجل أن ينعم المغرب بالديمقراطية و احترام حقوق الإنسان، تجندنا لها جميعا من خلال حب رفاقي تفاصيله مذهلة ،
مرت سنين عديدة على إيقاع مواقف حالمة و على أيام هاربة من حياتنا، مرت سنين عديدة انفجرت فيها طاقتنا سنبلة في الأرض، و اليوم الثلاثاء 12 فبراير يخوننا قدر لا يرحم.
ترحل عنا، رفيقنا و صديقنا و أخينا أيمن، لكن بقايا حلمنا يستمر ، نحن الآن، نسمع صوتك يأتينا من بعيد حاملا الحزن المرفوق بالابتسامة ، نجلس الآن و نتساءل كيف مرت كل هذه السنين الكثيرة من التوجعات و الألم و العذابات ،و لحظات فرح قليلة؟
نحاول أن نستعيد تفاصيل أكثر عن حلمنا بالأمس القريب. لا نتذكر منها سوى القليل لأنها غزيرة لا يمكن استعادتها إلا بوجودنا معا، و هذا ما لا يمكن أن يتحقق بعد رحيلك عنا جميعا.
غيابك اليوم عنا يحزننا و يقلقنا، لا نقول رحيلك، لأنك ستظل حاضرا بوجداننا وذاكرتنا الجماعية لأنك جزء من تجربتنا و نحن كذلك،
ها نحن الآن بهذه المقبرة، أناس من أطياف و أجيال متعددة يتملكنا الحزن لفراقك، و يعتصر قلوبنا ألم قوي، لكن مع ذلك نسترجع معك حبنا للوطن و عنادنا القوي من أجل إعادة الثقة لقيم الحرية و العدالة الاجتماعية و الكرامة التي يحاول أن يختطفها منا سماسرة الخراب وآلة الفساد.
بالتأكيد، أننا أضعف أمام الموت، لكننا أقوى من اليأس، و هذا ما حذا بنا أن نكون من أول المنخرطين في حركة 20 و ها أنت تفارقنا على بعد أسبوع من الذكرى الثانية لانطلاقها،
رفقنا أيمن، و جدنا أنفسنا في اللحظة الأولى لسماع خبر وداعك للحياة من غير مقدمات، تائهين في البداية و كأننا في حلم ، انه إيقاع الأحزان اللانهائية التي تجعلنا منشغلين بالأسئلة الكبرى و نعيش دهشة طفل أمام غموض الكون .
لا بأس، رفيقنا، دوما كانت رغبتنا المحرقة إلى الحياة هي التي تصنعنا كأفراد حالمين على حافة الخطر، هذه الرغبة القوية للحرية هي التي تجعل منا في لحظات من حياتنا كائنات استثنائية،
أجل، دوما كنا نقول إن الهدف الرائع للحياة هو أن نعيش أحرارا و لو كنا نعيش على حدود الموت، نعيش على حدود الخطر معناه أن تخترقنا تصدعات و شقوق و انقطاع ، لكن قناعتنا الصميمية المشتركة هو أن يوجد مشترك إنساني و مكتسبات كونية تتراكم عبر تاريخ البشرية الطويل و الصعب.
وما الحداثة و المواطنة و المساواة و حقوق الإنسان و المساواة بين النساء و الرجال إلا مكتسبات إنسانية ضد قيم الاضطهاد و العنصرية و الديكتاتورية و التعصب و الانغلاق، لك منا عهد الوفاء لها رفيقنا أيمن.
أعذرنا إن لم نستوفيك حقك بهذه الكلمة البسيطة و لكنها صادقة، كنت دوما معنا في حياتك، وستحضر فينا بعد مماتك و فراقك لنا مع التقدير و الوفاء

13 فيراير 2013
  

0 commentaires:

إرسال تعليق